Admin Admin
عدد الرسائل : 225 العمر : 40 الدولة : المغرب نقاط : 125 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 21/10/2008
| موضوع: التطورات السياسية والإجتماعية في العالم الإسلامي - جذع مشترك علمي - الجمعة أكتوبر 31, 2008 10:04 am | |
| التطورات السياسية والإجتماعية في العالم الإسلامي مقدمة :
تزامن امتداد النفوذ العثماني بالضفة الجنوبية مع ظهور السعديين بالمغرب وارتبط ذلك بتحولات سياسية وعسكرية فرضت على العالم الإسلامي ضرورة التحرك للحفاظ على كيانه السياسي والدفاع عن كيانه الترابي بكل الوسائل الممكنة. فما الوسائل الإدارية والعسكرية التي عملت على تحقيق هذه الغاية؟ وكيفية الوضع الديني والاجتماعي في هذا الظرف ؟
طبيعة النظام السياسي والإداري والعسكري للإمبراطورية العثمانية خلال ق 15 و 16م :
اعتمد العثمانيون على جهاز إداري مركزي ومحلي :
الجهاز الإداري المركزي :
- الباب العالي : وهو أعلى سلطة تتجسد في قوة السلطان المستمدة من قوة جيشه وهذا اللقب كان يطلق على الحكومة العثمانية ويعني في الأصل قصر السلطان وقد لعب السلطان العثماني بعدة ألقاب "البرين" والبحرين حاميا الحرمين الشريفين وكانت لا سلطة مطلقة (تنفيذية تشريعية وقضائية باستفاء الأمور الإسلامية) .
- الصدر الأعظم : أعلى منصب بعد السلطان وهو رئيس الوزراء ورئيس الديوان يعين الجيش وجميع المناصب الإدارية المركزية أو الإقليمية.
- الدفتر دار : المكلف بالشؤون المالية وحساب مواردها ومصاريفها وهويلي الصدر الأعظم كما يتمتع بحق تقديم العرائض المالية بالسلطان.
- الكاهية باشا : الموظف العسكري الذي يتكلف بتسير الشؤون العسكرية للإمبراطورية .
- الشاوس باشا : موظف ينفذ الأحكام القضائية التي يصدرها القضاة .
- رئيس الكتاب : هو كاتب السلطان مهمته جمع القوانين .
مجلس الديوان : يشرف على تسيير الشؤون العامة للدولة وهو أهم مجلس يقدم إقتراحات للسلطان أو للصدر الأعظم .
- شيخ الإسلام : إصلاح الفتاوى الشرعية .
كان للإنتماء المجالي تأثير كبير على وضعية ومكانة صاحب منصب ما، ويتمثل ذلك في ترابية أجهزة الدولة العثمانية وفيما يخص بروتوكول الإستقبال. فقاضي الرميلي كان أقرب وأعلى مكانة للسلطان من قاضي أناضول هذان القاضيان أول من يدخل على السلطان يليهما الوزير الأعظم والثاني والثالث ثم رئيس الكتاب ورئيس بيت المال ولا يرى غيرهم.
الجهاز الإداري المحلي في الإمبراطورية العثمانية :
كانت الدولة العثمانية تنقسم إلى مقاطعات (سناجق) وعلى رأس كل مقاطعة وال سنجق بك له اختصاصات عسكرية وإدارية يساعده ديوان وصوبا شي (وهو ضابط أمن بصفة أساسية) بعد اتساع أطراف الإمبراطورية أصبحت تضم ألوية جديدة كان من الصعب ربطها بالعاصمة فاضطرت الدولة إلى ضم عدد منها في ولاية واحدة وعين على الحل رأس ولاية أمير أمراء الألوية (بكربك).
ساهم الجيش في تركيز نفوذ الدولة العثمانية :
العناصر المكونة للجهاز العسكري في الإمبراطورية :
كانت عناصر الإنكشارية تتلقى تربية إسلامية وهناك قانون داخلي نظم علاقات هذه العناصر مع بعضها ومنع الزواج طيلة مدة الخدمة العسكرية وفرض عليها الطاعة المطلقة مما جعل عناصر هذا الجيش تفقد روابطها الأصلية دون أن تستطيع إكتساب روابط جديدة مما حي لديها روح الجماعة المهنية وروح الولاء لعرش السلطان.
كما كانت عنلصر الإنكشارية تتكون من أصرى الحرب وأصبحت الإنكشارية في نهاية ق 15 من أهم الفيالق العسكرية التي تسترد إليها الدولة وقد أبان هذا الجيش في مرحلة قوة الدولة العثمانية عن انضباط كبير عن انضباط كبير وقوة دفاعية اكسبتها هبة كبيرة في الداخل والخارج.
- ومن وظائف السباهية أنهم كانوا يشكلون ما يسمى بالتيمار العسكري وهو نظام يمكن جيش السباهية (الخيالة) من أدارة الأراضي الزراعية (التيمارات) التي تسلم لهم مقابل خدماتهم في الجيش ويقومون أيضا بجمع الضرائب من الفلاحين ولا يتلقون أجورهم من الخزينة العثمانية بل ما يجمعون من الضرائب والسباهية كانوا أكثر عددا ويتوفرون على امتيازات اجتماعية أحسن من الإنكشارية. فالجيش كان يقوم بأدوار تتمثل في المحافظة على الأرض والإستقرار وقمع الثورات.
التجهيزات والمعدات العسكرية العثمانية :
استخدم الجيش العثماني السلاح الناري منذ ظهور وانتصرت فرقته المدفعية كما انتصر بقوته العسكرية. إلا أن الجيش العثماني تلقى هزيمة من طرف البنادقة في غاليبولي سنة 1416 الذي حملهم على التفكير جديا في إنشاء أسطول بحري وتجهيزه تجهيزا محكما من أجل حماية شواطئها وفرض سيادتها في البحر الأسود والبحر المتوسط ومواجهة القرضة ودعم حركة الجهاد البحري ضد المسيحيين .
معرفة طبيعية الدولة والنظم السياسية والإدارية في المغرب خلال العهد السعدي في ق 16م :
طبيعة التنظيم السياسي والإداري بالمغرب خلال العهد السعدي :
تميز المغرب خلال الحكم الوساطة بالتجرئة والتفكك السياسي إذ لم يعد نفوذ الدولة يتجاوز القسم الشمالي ما بين واد أم الربيع وطنجة مما أثار قبائل ضدها هذا بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي عرفتها المرحلة حيث توالي سنوات الجفاف والمجاعة ثم تفشي داء الطاعون. ومنذ ق 15م شن البرتغاليون هجمة استعمارية على المغرب شملت السواحل الأطلسية والمتوسطية احتلت على إثرها سبتتة من أجل السيطرة على التجارة الدولية للمواد النفسية واستغلال السودان، كما شكلت عبدة ودكالة المصدر الأساسي للتزود بالحبوب في خضم هذه الأوضاع قامت الدولة السعدية سنة 1511 بثبني الجهاد والمقاومة من أجل توحيد المغرب فقط على الوطاسيين 1554م .
* في المجال الإداري المركزي :
كان السلطان يترأس الجهاز الإداري وحمل كل ألقاب الخلاصة اعتبار للأصل العربي السعدي ونسبهم الشريف واتخذ المغرب المركزي في عهد أحمد المنصور شكل جهاز سياسي إداري قوي شمل إلى جانب السلطان عدة مناصب عليا .
بالنسبة للإدارة المحلية أو الإقليمية خضعت بدورها لتنظيم يدل على تطور واستقرار مؤسسات الدولة وعن حرصها على بسط نفوذها فتم توزيع البلاد إلى 12 ولاية أو إقليم أسندت إدارتها لعناصر تحظى بثقة المخزن .
إبراز أهمية المؤسسات العسكرية في الدولة السعدية خلال ق 16 :
يشهد الجهاز العسكري بدوره عناية خاصة منذ بداية عهد السعديين وتطوراها ما شمل بتسليحه ومهامه يواجه به خصوصهم في الداخل والخارج، فأعد المنصور حيشا نظاميا ذا فرق مرتبة ومتميزة بلباسها وأسلحتها ومهامها ويخضع للتدريب ويتلقى أجرته من بيت المال، وقد كان الجيش المغربي في عهد السعديين يتكون من العرب والعجم والأتراك والأندلسيين وعناصر بربرية وجيش مسيحي اعتنق الإسلام بعد أسره. إضافة إلى إعتماد الجيش السعدي على العناصر التركية كما كانت سياسة تقوم على الكثير من التنظيمات العسكرية العثمانية فاعتماه الآلة العسكرية المدافع وبالنادق. كما طمح المنصور إلى تكوين إمبراطورية إسلامية غرب إفريقيا تكون قادرة على درء الأخطار الخارجية لاسيما بعد تزايد أطماع العثمانيين والإيبديريين وقد تمكن من ذلك إذ ضم السودان فتقوت روابطه بالمغرب وجني المنصور من ذلك الكثير من الذهب فلقب بالمنصور الذهبي.
إلا أن إحداث الجهاز العسكري ارتبطت بعدة مظاهر في عهد المنصور الذهبي، إنتاج المحور وضع المدافع التي كانت تفاهي بالمدافع الأوربية، وقد اشتغل في ذلك بعض المعادن المحلية كالنحاس الحديد، الفضة، وملح البارود. كما ثم الإهتمام بالأسطول البحري لتعزيز القواة السعدية بالشواطئ وفرض وجودها وتحكمها في الطرق التجارية البحرية وتشديد الرقابة في وجه السقف الأوربية وقد جنت الكثير من الغنائم من وراء ذلك.
طبيعة الأوضاع الدينية والإجتماعية في العالم الإسلامي خلال 15 و16 :
الأوضاع الدينية والإجتماعية في الإمبراطورية العثمانية :
كانت الإمبراطورية العثمانية تجمع بين شعوب متمردة الأعراف والديانات والثقافات وتتكون من ولايات اكل منها تراتها التاريخي المختلف مما فرض عليها ضرورة تبني التسامح الديني وعدم الإقتصاد وحماية الإستقلال هذا التنوع الثقافي : - انتشار الديانة المسيحية الأورتودكسية بعد ضم القسطنطينية .
- المذاهب السائدة في الإمبراطورية هي المذهب السني مما يفسر خلافهم المستمر مع الصفويين الشيع.
- انتشار المذهب الحنفي بشكل كبير داخل الإمبراطورية وتهميش المذهب المالكي.
- تعدد الطرق الصوفية رغم معارضة فقهاء السنة لها نظر المساهمتها في إحياء الحماس الديني إبان أول مراحل التوسع العثماني وخاصة فرقة الدراويش. على العموم كانت لدوي المناصب الدينية امتيازات عديدة : إعفاءات من الضرائب، مناصب مهمة أملاك و ضياع .
- شكلت الديانة الإسلامية أهم ديانة لأغلب السكان وحظى رجال الدين بمكانة هامة مما أدى إلى خضوعهم للهرمية. المفت الأكبر أو شيخ الإسلام ، قاضيا (الرملي والأناضول) 17 قاضيا .
مظاهر الأوضاع الدينية والإجتماعية في المغرب السعدي خلال القرن 16 :
الأوضاع الدينية :
لعتب الزوايا دورا كبيرا كمؤسسة دينية إجتماعية : نشر العلم والمعرفة مركز للصلاة والذكر والأدعية تقوم بدور تربوي مهم في الأوساط الشعبية ومأوى للمحتاجين وعابري السبيل. كما تعتبر الزاوية الجزولية من أهم الزوايا خلال هذه المرحلة وعنها تفرقت أهم الزوايا.
الأوضاع الإجتماعية :
- تنوعت العناصر السكانية للمغرب خلال عهد السعديين .
+ الأتراك والأوروبيون، عملوا بالجيش .
+ السودانيون : عملوا في القصور والحقول وأوراش البناء ومعاصر السكر
+ الأندلسيون : عملوا بالتعليم والطب ووظائف متنوعة، وفي القرى مارسوا الزراعة والغراسة. انقسم المغاربة إلى فئتين؛ فئة دوي الإمتيازات وقد شملت رجال الحكم، رؤساء القبائل أعيانها ومشايخها واحتكر والتجارة والصناعة، واستفادوا من مجموعة من الإمتيازات على شكل عطاءات وإقطاعات، وفئة عامة، وقد شملت الفلاحين الصغار والعمال في الفلاحة، مما سؤدي إلى تمرد القبائل والسكان نتيجة التفاوت الطبقي الكبير وإثقالهم بالضرائب لاسيما بعد توالي الكوارث الطبيعية مما أدى إلى تضرر هذه الفئة الإجتماعية الصغيرة . كما لعبت المرأة في المجتمع السعدي عدة أدوار سواء على المستوى الفكري والعلمي والإجتماعي، (مساجد-مرافق اقتصادية) .
خاتمة :
أدت التحولات السياسية بالبحر المتوسط خلال القرن 16م إلى تقوية العثمانيين والسعديين للأجهزة الإدارية والعسكرية والحفاظ على الخصوصيات الدينية والإجتماعية لضمان الصمود في وجه المد المسيحي الإيبيري. | |
|